يقع مقر كرسي دراسات الحضارة الإسلامية وتجديد الفكر الديني ضمن مرافق المؤسسة الأوروبية العربية للدراسات العليا في مدينة غرناطة، التي تعتبر رمزا تاريخيا للتنوع والتعايش والتبادل بين أوروبا وشمال إفريقيا. ويقع بمدينة غرناطة قصر الحمراء الذي يعد أحد أهم التراثات الثقافية والمعمارية في إسبانيا والمعترف بها من قبل منظمة اليونسكو.
وتتميز مدينة غرناطة بالأنشطة الثقافية والعلمية المخنلفة، حيث أنها تحتضن بين ربوعها أشهر جامعة أوروبية يفد إليها طلاب منح التبادل الدراسي من جميع أنحاء العالم، وهي جامعة غرناطة التي ترتبط بها المؤسسة الأوروبية العربية حيث أن الجامعة عضو في مجلس إدارة المؤسسة، وقد تقلدت جامعة غرناطة النجمة الذهبية لمنح برنامج إيراسموس الدولي من جانب الاتحاد الأوروبي عام 2007. وتقع مقار جامعة غرناطة في قارتي أوروبا وإفريقيا، حيث يوجد حرمان جامعيان بمدينتي سبتة ومليلية، وتشارك في أكثر من 800 برنامج للتبادل مع مؤسسات من مختلف أنحاء العالم تتراوح بين برامج ثنائية ومتعددة الأطراف. ويدرس بجامعة غرناطة أكثر من 70 ألف طالب، من ضمنهم 13% طلاب أجانب.
وقد تأسست المؤسسة الأوروبية العربية للدراسات العليا 10 أكتوبر 1995 طبقا لقرار البرلمان الأوروبي لعام 1984 الخاص بتأسيس الجامعات الأوروبية العربية، وهي مؤسسة للتعاون يترأسها السكرتير العام للجامعات بوزارة التعليم والثقافة والرياضة الإسبانية، ويتكون مجلس إدارتها من ممثلين من تلك الوزارة ومن كلا من حكومة إقليم الأندلس وجامعة غرناطة.
و تقام أنشطة الكرسي بصفة رئيسية بمدينة غرناطة، غير أن بعضها قد يقام بمدن أخرى في أوروبا وشمال إفريقيا.
وتعتبر غرناطة بلا شك إحدى أجمل مدن جنوب إسبانيا، حيث تقع في إقليم أندلوسيا وتجمع بين مختلف الطرز المعمارية التي تعتبر نتاج التآلف والتعايش بين الثقافات والديانات المختلفة على مر الزمان. وتعتبر مدينة غرناطة أكثر المدن زيارة في إسبانيا بفضل قصر الحمراء المذهل، إضافة إلى المواقع والمباني الأثرية والتاريخية والفنية المختلفة التي تحفل بها والتي تمثل نتاج الحضارات المختلفة التي مرت عليها.
غير أن جاذبية تلك المدينة الأندلسية تتعدى تراثها التاريخي والفني الغني، فبفضل جامعتها العريقة يأتي إلى غرناطة كل عام آلاف الطلبة من مدن وقرى إسبانية أخرى أو من دول أجنبية للدراسة الجامعية حيث تحتل جامعة غرناطة المركز الرابع على مستوى الجامعات الإسبانية من حيث عدد الطلاب.