يتناول هذا السيمنار موضوع الخطاب الإسلامي الحديث والمعاصر من خلال عرض الآراء المختلفة في مجالات المعرفة والسياسة والفقه والقانون والتعايش والتعددية...، ومناقشة اختلافاتها وسياقاتها، كما يتناول أزمة هذا الخطاب المتمثلة في تأثره بواقع الجمود ونداءات الانحطاط والسكونية والتقليد والمحلية أكثر من استجابته للتحديات المطروحة على واقع المسلمين في زمن العولمة وعصر الفضاءات المفتوحة، بحيث تم إهمال روح التجديد وملَكة الإبداع والابتكار في العقل المسلم ليبقى مجرد أداة لنقل الصور والنماذج الجاهزة من الماضي أو الحاضر من غير نظر وتدقيق ولا فحص وتمحيص، لتحل بذلك أبواب التأثر السلبي ومداخل الاستلاب للأفكار والمفاهيم التي بدأت تصوغ نموذجاً منغلقاً في الثقافة والمعرفة والسلوك من خلال تحيّزها لنموذجها الخاص على حساب مبادئ الانفتاح والمشترك الإنساني وقيم الحوار والتواصل الديني والثقافي والحضاري.
ولذلك، فإن هذا السيمنار يرمي إلى معالجة أثر المشكلات التاريخية القديمة التي ما تزال مستمرة ومهيمنة رغم فشل رهانها في النهوض والتقدم الحضاري، ورفع التحديات الراهنة التي تعكسها الأحداث والتطورات المتسارعة، وإرادات الهيمنة والتوسع لدى بعض النماذج على حساب نماذج أخرى، والتنويه إلى أن ذلك لن يتم إلا عبر تحديد مسالك التجديد الكفيلة بإنتاج خطاب إسلامي جديد يعزز الأطر المرجعية القادرة على ترشيد الرؤى الإسلامية للعصر وتنظيم خلافاتها وجعلها تنفتح على السياقات العالمية والكونية وتتواصل مع الخبرات البشرية المختلفة في مختلف المجالات من فن وسياسة واقتصاد ومعرفة وتعارف...، وذلك من خلال تقديم الأجوبة على الأسئلة الكبرى المطروحة في ساحة التفاعل الحضاري، وفي مقدمتها أسئلة التجديد والتحديث والاجتهاد والتقدم والحرية والاختلاف والتعايش والتلاقح الثقافي والبناء الحضاري والتواصل مع الغير، فذلك وحده ما يجعل الخطاب الإسلامي قادراً على الإسهام في رفع تحديات التنمية والتواصل مع غيره والرقي بمستواه ليصير خطاباً معاصراً وإنسانياً وفاعلاً.
أهداف السيمنار:
برنامج السيمنار:
نبذة عن الأساتذة المحاضرين:
الدكتور بيدرو مارتينيث مونتابيث، عميد الاستعراب الإسباني المعاصر، ولد ببلدية خودار بمدينة جيان عام 1933، وتخرج من قسم دراسات اللغات السامية والتاريخ بجامعة كومبلوتنسي بمدريد خلال العام الجامعي 1955-1956. عمل أستاذا ومديرا لقسم اللغة الإسبانية بكلية الآداب جامعة القاهرة بين عامي 1957-1962. حصل على درجة الدكتوراة في الآداب والفلسفة (قسم دراسات اللغات السامية) من جامعة كومبلوتنسي بمدريد عام 1963، وعمل أستاذا بنفس الجامعة خلال المدة من 1962 حتى 1971. عمل كأستاذ كرسي بجامعة إشبيلية (1971-1972) وجامعة مدريد المستقلة (1972-2003)، وأصبح رئيس جامعة مدريد المستقلة من 1978 حتى 1982 وأستاذ فخري بها منذ عام 2003. حصل على الدكتوراة الفخرية من جامعات جيان وأليكانتي وغرناطة. حصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب لكونه "الشخصية الثقافية لعام 2008". تتميز أبحاثه المنشورة بالوفرة والتنوع، ويتناول بصورة رئيسية العالم العربي المعاصر والعلاقات الإسبانية-العربية. منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي بدأ في ترجمة أعمال لبعض من أهم الكتاب العرب المعاصرين.
الدكتور أحمد الخمليشي، ولد بمدينة الحسيمة في 15 مارس 1935. حصل على البكالوريا عام 1957 والإجازة في القانون الخاص من كلية الحقوق بالرباط عام 1960، حصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص من كلية الحقوق بالرباط عام 1962 والدكتوراه في القانون الخاص من كلية الحقوق بالرباط عام 1974. شغل منصب قاض في محكمة الاستئناف ورئيس للمحكمة الإقليمية من 1960 حتى 1970، وأستاذ بكلية الحقوق بالرباط من 1971 حتى 2000. وهو الآن يشغل منصب مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط (وهي مؤسسة للتعليم العالي الإسلامي). والدكتور أحمد الخمليشي له العديد من المؤلفات، منها: سلسلة "وجهة نظر" حول نقد الفكر الفقهي الإسلامي ووسائل تجديده (صدرت منها ثمانية أجزاء)، وتشريعات قضاء التحقيق في الدول العربية.
الدكتورة كارمن رويث برافو فياسانتي، مستعربة إسبانية مهتمة باللغة العربية وثقافتها، ولدت عام 1947 بمدينة سان فيثينتي دي تورانثو (كانتابريا، إسبانيا). تخرجت من قسم اللغات السامية (شعبة اللغات العربية) بجامعة كومبلوتنسي بمدريد وتناول بحث التخرج خاصتها الجملة الاسمية في اللغة العربية (1970). دكتورة في الدراسات العربية والإسلامية (1975) من جامعة مدريد المستقلة. أستاذ كرسي في اللغة العربية وآدابها (الأدب والفكر العربي المعاصر) بجامعة مدريد المستقلة. تشغل حاليا منصب مساعد مدير المشروع البحثي I+D+I 2007HUM2007-65801: "التعدد والتعددية الكائنة بإسبانيا والأندلس من خلال الصحافة العربية والإيرانية المعاصرتين". تحاضر مع الدكتور بدرو مارتينيث مونتابيث ضمن برنامج الدكتوراه "الأندلس في الفكر العربي المعاصر" بجامعة إشبيلية . مدير دار نشر كانتارابيا (التي أسستها عام 1985) المخصصة للثقافة العربية المعاصرة والعلاقات الإسبانية-العربية، كما أنها تشارك في إدارة المجلة الإسبانية إديارابيا الخاصة بالثقافة العربية المعاصرة،. وهي عضو بمجلس معهد الدراسات النسائية بجامعة مدريد المستقلة.
الدكتور محمد بنصالح، أستاذ بجامعة محمد السادس بالرباط، باحث في التاريخ والفكر السياسي وقضايا التجديد في الفكر الإسلامي، عمل لسنوات موظفاً دولياً وخبيراً في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- ونائباً لمدير الأمانة العامة لاتحاد جامعات العالم الإسلامي. وهو مستشار أكاديمي للمؤسسة الأوروبية العربية للدراسات العليا، والأمين العام المؤسس لمركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني، الذي يوجد مقره في الرباط.